الأحداث الحقيقية لبناء الكعبة ؟؟؟



ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة : 

قامت قريش في بناء الكعبة حين تضعضعت . 

قال أهل السير : كان أمر البيت - بعد إسماعيل عليه السلام -

إلى ولده ، ثم غلبت جرهم عليه . فلم يزل في أيديهم حتى استحلوا حرمته .

وأكلوا ما يهدى إليه . وظلموا من دخل مكة . ثم وليت خزاعة البيت بعدهم ،

إلا أنه كان إلى قبائل من مضر ثلاث خلال : - 

الأولى : الإجازة بالناس من عرفة يوم الحج إلى مزدلفة ، تجيزهم صوفة . 


والثانية : الإفاضة من جمع ، غداة النحر إلى منى . وكان ذلك إلى يزيد بن عدوان ،


 وكان آخر من ولي ذلك منهم أبو سيارة . 

والثالثة : إنساء الأشهر الحرم ، وكان إلى رجل من بني كنانة يقال له حذيفة


 ثم صار إلى جنادة بن عوف . 

قال ابن إسحاق : ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة ،


 جمعت قريش لبنيان الكعبة . وكانوا يهمون بذلك ليسقفوها ، ويهابون هدمها ،

 وإنما كانت رضما فوق القامة . فأرادوا رفعها وتسقيفها . وذلك أن قوما سرقوا كنز الكعبة .

 وكان في بئر في جوف الكعبة . وكان البحر قد رمى سفينة إلى جدة لرجل من تجار الروم ،

 فتحطمت . فأخذوا خشبها فأعدوه لسقفها . 

وكان بمكة رجل قبطي نجار . فهيأ لهم بعض ما كان يصلحها . وكانت حية تخرج من بئر الكعبة


 التي كان يطرح فيه ما يهدى لها كل يوم ، فتتشرق على جدار الكعبة ،

 وكانت مما يهابون . وذلك أنه كان لا يدنو منها أحد إلا احزألت وكشت وفتحت فاها .

 فبينما هي ذات يوم تتشرق على جدار الكعبة ، بعث الله إليها طائرا فاختطفها . فذهب بها .

 فقالت قريش : إنا لنرجو أن يكون الله قد رضي ما أردنا ، عندنا عامل رفيق ، وعندنا خشب .

 وقد كفانا الله الحية . 

فلما أجمعوا أمرهم في هدمها وبنائها : قام أبو وهب بن عمرو بن عائذ المخزومي فتناول من الكعبة


 حجرا . فوثب من يده حتى رجع إلى موضعه ، فقال : يا معشر قريش ،

 لا تدخلوا في بنيانها من كسبكم إلا طيبا ، لا يدخل فيها مهر بغي ، ولا بيع ربا ، 

ولا مظلمة أحد من الناس . 

ثم إن قريشا تجزأت الكعبة . 


فكان شق الباب : لبني عبد مناف وزهرة . وما بين الركن الأسود واليماني :


لبني مخزوم ، وقبائل من قريش انضافت إليهم . وكان ظهر الكعبة :

لبني جمح وبني سهم . وكان شق الحجر : لبني عبد الدار ، ولبني أسد بن عبد العزى ،

 ولبني عدي . وهو الحطيم . 

ثم إن الناس هابوا هدمها ، فقال الوليد بن المغيرة : أنا أبدؤكم في هدمها ، فأخذ المعول .


 ثم قام عليها . وهو يقول : اللهم لا ترع - أو : لم نزغ - اللهم إنا لا نريد إلا الخير .

 ثم هدم من ناحية الركنين . فتربص الناس تلك الليلة . وقالوا : إن أصيب ، لم نهدم منها شيئا .

 ورددناها كما كانت ، وإلا فقد رضي الله ما صنعنا . فأصبح الوليد من ليلته غاديا على عمله .

 فهدم وهدم الناس معه . 

حتى إذا انتهى الهدم بهم إلى الأساس - أساس إبراهيم عليه السلام - 


أفضوا إلى حجارة خضر كالأسنة ، أخذ بعضها بعضا . فأدخل بعضهم عتلة بين حجرين

 منها ليقلع بها أحدهما . فلما تحرك الحجر : انتفضت مكة بأسرها . فانتهوا عند ذلك الأساس . 

ثم إن القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها ، كل قبيلة تجمع على حدة ثم بنوها ،

 حتى بلغ البنيان موضع الحجر الأسود . فاختصموا فيه ، كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه ،

 حتى تحاوروا وتحالفوا ، وأعدوا للقتال ، فقربت بنو عبد الدار جفنة ، مملوءة دما . تعاهدوا -

 هم وبنو عدي بن كعب - على الموت ، وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم . فسموا

 " لعقة الدم" فمكثت قريش على ذلك أربع ليال ، أو خمسا . 

ثم إنهم اجتمعوا في المسجد . فتشاوروا وتناصفوا . 


فزعم بعض أهل الرواية : 


 أن أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي -

 وكان يومئذ أسن قريش كلهم - قال : اجعلوا بينكم أول من يدخل من باب المسجد .

 ففعلوا ، فكان أول من دخل : رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما رأوه ، قالوا :

 هذا الأمين ، رضينا به ، هذا محمد " فلما انتهى إليهم أخبروه الخبر .

فقال صلى الله عليه وسلم : هلم إلي ثوبا " فأتي به . فأخذ الركن فوضعه فيه بيده .

 ثم قال : "لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ، ثم ارفعوا جميعا " ففعلوا ،

 حتى إذا بلغوا به موضعه : وضعه هو بيده صلى الله عليه وسلم . ثم بنى عليه . 


وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم الحجارة .


وكانوا يرفعون أزرهم على عواتقهم ، ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبط به

- أي طاح على وجهه - ونودي "استر عورتك" فما رئيت له عورة بعد ذلك . 

فلما بلغوا خمسة عشر ذراعا سقفوه على ستة أعمدة . 


وكان البيت يكسى القباطي . تم كسي البرود ، وأول من كساه الديباج :

 الحجاج بن يوسف . 

وأخرجت قريش الحجر لقلة نفقتهم . ورفعوا بابها عن الأرض ، لئلا يدخلها إلا من أرادوا .


 وكانوا إذا أرادوا ألا يدخلها أحد لا يريدون دخوله تركوه حتى يبلغ الباب ، ثم يرمونه . 

فلما بلغ صلى الله عليه وسلم أربعين سنة : بعثه الله بشيرا ونذيرا . وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا . 
Share this post :

إرسال تعليق

المتابعون

صفحتنا على الفيسبوك

 
بدعم من : الملخص | تحميل برامج مجانية
copyright © 2011. نساء الجنة - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website Published by Mas Template
Proudly powered by Blogger