ماتت خديجة أم المؤمنين -رضي الله عنها- بعد موت أبي طالب بأيام .
فاشتد البلاء على رسول الله -صلى الله عليه وسلم - من قومه بعد موت خديجة وعمه
وتجرءوا عليه وكاشفوه بالأذى . وأرادوا قتله . فمنعهم الذي من ذلك .
قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما " حضرتهم . وقد اجتمع أشرافهم في الحجر .
فذكروا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - . فقالوا : ما رأينا مثل صبرنا عليه سفه أحلامنا .
وشتم آباءنا . وفرق جماعتنا ، فبينما هم في ذلك . إذ أقبل . فاستلم الركن . فلما مر بهم غمزوه " .
وفي حديث أنه قال لهم في الثانية لقد جئتكم بالذبح وأنهم قالوا له يا أبا القاسم ما كنت جهولا .
فلما كان من الغد اجتمعوا فقالوا : ذكرتم ما بلغ منكم حتى إذا أتاكم بما تكرهون تركتموه .
فبينما هم كذلك . إذ طلع عليهم فقالوا : قوموا إليه وثبة رجل واحد . فلقد رأيت عقبة بن أبي معيط
آخذا بمجامع ردائه وقام أبو بكر دونه وهو يبكي ، يقول أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟ .
وله غدائر أربع فخرج وهو يقول ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟
فلهوا عنه وأقبلوا على أبي بكر . فرجع إلينا لا يمس شيئا من غدائر إلا رجع معه .
ومرة كان يصلي عند البيت ، ورهط من أشرافهم يرونه فأتى أحدهم بسلا جزور .
فرماه على ظهره . وكانوا يعلمون صدقه وأمانته . وأن ما جاء به هو الحق .
لكنهم كما قال الله تعالى فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون .
وذكر الزهري : أن أبا جهل . وجماعة معه وفيهم الأخنس بن شريق ، استمعوا قراءة
رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في الليل فقال الأخنس لأبي جهل يا أبا الحكم
ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟ فقال تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا .
وحملوا فحملنا . وأعطوا فأعطينا . حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان .
قالوا : منا نبي يأتيه الوحي من السماء ! فمتى ندرك هذا ؟ والله لا نسمع له أبدا .
ولا نصدقه أبدا " .
وفي رواية " إني لأعلم أن ما يقول حق ولكن بني قصي قالوا : فينا الندوة فقلنا : نعم .
قالوا : وفينا الحجابة فقلنا : نعم . قالوا : فينا السقاية . فقلنا : نعم . وذكر نحوه " .
إرسال تعليق