كيف تعرف المستحاضة هل الخارج منها بعد الاستيقاظ من النوم مني أو لا ؟



السؤال :

أنا مستحاضة وأستيقظ أحيانا وأجد دما لزجا ، فأشك إن كان هو مني

 مختلط بدم أولا , فكنت أغتسل كثيرا تقريبا 3مرات في الأسبوع وقد

 تزيد أحيانا .

واليوم نمت قبل الفجر بحوالي ساعتين وكان نوما غير مستقر جدا ،

 بل كنت كثيرة التقلب وكنت أحس برطوبة من قبل أن أنام ، ولما

استيقظت وجدت دما لزجا أيضا ، وكنت في اليوم الذي قبله وجدت

ما يشابه هذا الدم ، فاغتسلت ذلك اليوم لأنه قد يكون منيا، لكن في

هذا اليوم لم أغتسل ، فقد أصابتني المشقة والبرد شديد ، ولست

متأكدة من كونه منيا ، بالإضافة إلى عدم استغراقي الشديد في النوم ،

 وكذا تكرر هذا الأمر معي لأكثر من مرة ، وعدم وجود رائحة المني

 ولا أذكر في نومي احتلاما .

كل هذا جعلني اغلب جانب الطهارة وأنه ليس بمني ولذلك لم أغتسل ،

 فهل فعلي صحيح ؟ أرشدوني أثابكم الله ، مع العلم أني كلما استيقظت

 غالبا وجدت الدم اللزج ينزل مني فيصيبني الحرج هل أغتسل أم لا ،

 خاصة أن صفات المني لا تتبين يسبب الدم ، وحتى أهلي يستغربون

مني كثرة اغتسالي ، فما هو الفعل الصحيح ؟ 

جزاكم الله خيرا . 

الجواب:

الحمد لله

أولا : 

مَنِيّ المرأة معروف بلونه ورائحته ، فهو أصفر رقيق له رائحة كرائحة

 طلع النخل أو العجين ، تشعر المرأة بالفتور بعد خروجه . 

قال النووي رحمه الله :

" وَأَمَّا مَنِيّ الْمَرْأَة فَهُوَ أَصْفَر رَقِيق , وَقَدْ يَبْيَضّ لِفَضْلِ قُوَّتِهَا ,

وَلَهُ خَاصِّيَّتَانِ يُعْرَف بِوَاحِدَةٍ مِنْهُمَا : إِحْدَاهُمَا : أَنَّ رَائِحَته كَرَائِحَةِ

 مَنِيّ الرَّجُل ، وَالثَّانِيَة التَّلَذُّذ بِخُرُوجِهِ وَفُتُور شَهْوَتهَا عَقِب خُرُوجه "

 انتهى من "شرح النووي على مسلم" (3 /223) .


ومعلوم أن المرأة يخرج منها عادة إفرازات طبيعية ، وهي التي

يطلق عليها كثيرا " رطوبة فرج المرأة " .

جاء في "الموسوعة الفقهية" (32 /85) : " رُطُوبَةُ فَرْجِ الْمَرْأَةِ

هِيَ مَاءٌ أَبْيَضُ مُتَرَدِّدٌ بَيْنَ الْمَذْيِ وَالْعِرْقِ يَخْرُجُ مِنْ فَرْجِ الْمَرْأَةِ " 

انتهى.

فإن كان هناك إفرازات اختلطت بالدم فإذا تبين بعد قيامك من النوم

 أنها تشبه أوصاف المني المتقدمة ، سواء بلونها أو رائحتها أو

الشعور بالفتور الذي يحصل عادة بعد نزول المني ، فهو مني يجب

 الاغتسال منه ، وإذا لم يتبين شيء من ذلك ، وخاصة مع حصول

 ذلك كثيرا وتكراره فهذا الدم اللزج الذي ترينه بعد قيامك من النوم ،

 الراجح أنه دم استحاضة اختلط بما ينزل عادة من إفرازات

 طبيعية من الفرج .


ولمعرفة حكم رطوبة الفرج تراجع إجابة السؤال رقم (44980) .


ثانيا : 


إذا رأى الرجل أو رأت المرأة بعد النوم بللا : فإما أن يكون منيا بيقين ،

 أو يكون ليس بمني يقينا أو يكون على الشك ، وعند حصول الشك

 نعمل بالراجح منه . 


قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :


" إذا استيقظ الإنسان فوجد بللا ، فلا يخلو من ثلاث حالات :

الحال الأولى : أن يتيقن أنه مني، فيجب عليه حينئذ الاغتسال سواء ذكر

 احتلاما أم لم يذكر .

الحال الثانية : أن يتيقن أنه ليس بمني ، فلا يجب عليه الغسل في

 هذه الحال، ولكن يجب عليه أن يغسل ما أصابه ، لأن حكمه حكم البول.

الحال الثالثة :

 أن يجهل هل هو مني أم لا ؟ ففيه تفصيل :


أولا : إن ذكر أنه احتلم في منامه ، فإنه يجعله منيا ويغتسل ؛

 لحديث أم سلمة رضي الله عنها حين سألت النبي

صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل،

 هل عليها غسل ؟ قال: ( نعم إذا هي رأت الماء ) ، فدل هذا على

 وجوب الغسل على من احتلم ووجد الماء.

ثانيا : إذا لم ير شيئا في منامه ، فإن كان قد سبق نومه تفكير في

 الجماع جعله مذيا .

وإن لم يسبق نومه تفكير ، فهذا محل خلاف : قيل : يجب عليه

 الغسل احتياطا .


وقيل : لا يجب ، وهو الصحيح لأن الأصل براءة الذمة " .


انتهى "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (11 /159) .


وحيث إنه لا يخرج منك إلا الدم اللزج ، ولا تشعرين عادة بعد

 خروجه بالفتور المعروف بعد الإنزال ، ويخرج أحيانا منك بعد

 نوم غير مستغرق ، ويخرج منك كثيرا ، وتشعرين - أيضا -

 برطوبة في الموضع قبل النوم : فالراجح أنه لم يحصل احتلام ،

 ولم ينزل مني أصلا ، فلا يجب عليك الاغتسال ، وخاصة أن مني

 المرأة ليس بلزج .

والذي ننصح به الذهاب إلى أخصائية لعرض هذه المشكلة عليها ،

 لتتبين حقيقة هذه الإفرازات الخارجة من الفرج المختلطة بالدم ،

والذي نعرفه أن هذه الإفرازات لها أسباب متعددة ، وقد تخرج

 باللون الأبيض أو الأصفر أو غير ذلك .
Share this post :

إرسال تعليق

المتابعون

صفحتنا على الفيسبوك

 
بدعم من : الملخص | تحميل برامج مجانية
copyright © 2011. نساء الجنة - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website Published by Mas Template
Proudly powered by Blogger