قصة ناقة صالح u

موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في مواضع عدة في سور : الأعراف - هود - الحجر - النمل - السجدة -إبراهيم -
الاسراء - القمر – التوبة -الفرقان - سورة ص - سورة ق - النجم - الفجر – الشعراء.
القصة:في سنة 9 من الهجرة كان الجيش الإسلامي بقيادة سيدنا محمد r يواصل زحفه باتجاه منطقة تبوك و
ذلك لمواجهة حشود الرومان العسكرية في شمال شبه الجزيرة العربية كانت الرحلة شاقّة جداً ، وكان جنود
الإسلام يشعرون بالتعب و الظمأ من أجل هذا أمر سيدنا محمد r بالتوقف في " وادي القرى " قريباً من
منطقة تبوك .عسكر الجيش الإسلامي قرب الجبال وكانت هناك منطقة أثرية و خرائب و آبار للمياه تساءل
البعض عن هذه الآثار ، فقيل إنها تعود إلى قبيلة ثمود التي كانت تقطن في هذا المكان .نهى سيدنا محمد r
المسلمين من شرب مياه تلك الآبار و دلاّهم على عين قرب الجبال وقال لهم أنها العين التي كانت ناقة
صالح تشرب منها .حذر سيدنا محمدr جنوده من دخول تلك الآثار إلا للاعتبار من مصير تلك القبيلة التي
حلّت بها اللعنة فأصبحت أثراً بعد عين .
فمن هي قبيلة ثمود ؟ و ما هي قصة ناقة سيدنا صالح u ؟
قبيلة مشهورة يقال لهم ثمود بإسم جدهم ثمود أخي جديس، وهما ابنا عاثر بن ارم بن سام بن نوح.وكانوا عرباً
من العاربة يسكنون الحجر الذي بين الحجاز وتبوك وقد مرّ به رسول r وهو ذاهب إلى تبوك بمن معه من
المسلمين. وكانوا بعد قوم عاد، وكانوا يعبدون الأصنام كأولئك،فبعث الله فيهم رجلاً منهم وهو عبد الله
ورسوله:صالح بن عبيد بن ماسح بن عبيد بن حادر بن ثمود بن عاثر بن ارم بن نوح فدعاهم إلى عبادة الله
وحده لا شريك له، وأن يخلعوا الأصنام والأنداد ولا يشركوا به شيئاً. فآمنت به طائفة منهم، وكفر جمهورهم،
ونالوا منه بالمقال والفعال، وهموا بقتله، وقتلوا الناقة التي جعلها الله حجة عليهم، فأخذهم الله أخذ عزيز
مقتدر.
كما قال تعالى في سورة الأعراف الآيات (73-79):)وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا
لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا
بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ*وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا
قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاَءَ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ* قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ
قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ*قَالَ
الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ* فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ
كُنتَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ* فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ* فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ
رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ(.
وقال تعالى في سورة هود الآيات (61-68) :)وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ
إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ*قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ
كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ* قَالَ يَا قَوْمِ
أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ*وَيَا
قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ* فَعَقَرُوهَا
فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ* فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ
مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ* وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ*
كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِثَمُودَ(.
وقال تعالى في سورة النمل الآيات (45-53): )وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ
فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ* قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ* قَالُوا
اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ* وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي
الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُون* قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا
لَصَادِقُونَ* وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ* فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ
أَجْمَعِينَ* فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُون،*وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ(.
وقال تعالى في سورة فصلت الآيات ( 17-18) : )وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى
فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ* وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ(.
وقال تعالى في سورة الشمس (11-15): )كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ * إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ
ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا(.
وكثيراً ما يقرن الله في كتابه بين ذكر عاد وثمود، كما في السور : التوبة ،إبراهيم ،الفرقان ، ص ، ق، النجم،
والفجر.
ويقال أن هاتين الأمتين لا يعرف خبرهما أهل الكتاب، وليس لهما ذكر في كتابهم التوراة. ولكن في القرآن ما
يدل على أن موسى أخبر عنهما، كما قال تعالى في سورة إبراهيم الآيات (8-9):) وَقَالَ مُوسَىۤ إِن تَكْفُرُوۤاْ
أَنتُمْ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ * أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ
مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ٱللَّهُ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ فِيۤ أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوۤاْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ
بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ (. الظاهر أن هذا من تمام كلام موسى مع قومه، ولكن لما كان
هاتان الأمتان من العرب لم يضبطوا خبرهما جيداًولا اعتنوا بحفظه، وإن كان خبرهما كان مشهوراً في زمان
موسى u . وقد تكلمنا على هذا كله في التفسير مستقصي. ولله الحمد والمنة.والمقصود الآن ذكر قصتهم
وما كان من أمرهم ، وكيف نجى الله نبيه صالحاً u ومن آمن به، وكيف قطع دابر القوم الذين ظلموا
بكفرهم عتوهم، ومخالفتهم رسولهم u.وقد قدمنا أنهم كانوا عرباً، وكانوا بعد عاد ولم يعتبروا بما كان من
أمرهم. ولهذا قال لهم نبيهم u : ).. يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ منْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَآءَتْكُمْ بَينَةٌ من رَّبكُمْ
هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيۤ أَرْضِ ٱللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ
جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ ٱلْجِبَالَ بُيُوتاً فَٱذْكُرُوۤاْ آلآءَ
ٱللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ ( الأعراف:73-74، أي إنما جعلكم خلفاء من بعدهم لتعتبروا بما كان من
أمرهم، وتعملوا بخلاف عملهم. وأباح لكم هذه الأرض تبنون في سهولها القصور، )وَتَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً
فَارِهِينَ( الشعراء:149، أي حاذقين في صنعتها وإتقانها وإحكامها،فقابِلوا نعمة الله بالشكر والعمل الصالح،
والعبادة له وحده لا شريك له، وإياكم ومخالفته والعدول عن طاعته، فإن عاقبة ذلك وخيمة.ولهذا وعظهم
بقوله:)أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَآ آمِنِينَ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ( الشعراء:146-148،أي متراكم
كثير حسن بهي ناضج. )وَتَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ * فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَلاَ تُطِيعُوۤاْ أَمْرَ ٱلْمُسْرِفِينَ
* ٱلَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ( الشعراء:149-152.وقال لهم أيضاً: ) قَالَ يقَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ
إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا( هود:61، أي هو الذي خلقكم فأنشأكم من الأرض،
وجعلكم عمارها، أي أعطاكموها بما فيها من الزروع والثمار، فهو الخالق الرزاق، وهو الذي يستحق العبادة
وحده لا ما سواه. )فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ( هود:61، أي أقلعوا عما أنتم فيه وأقبلوا على عبادته، فإنه يقبل
منكم ويتجاوز عنكم )إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ(هود:61.) قَالُواْ يٰصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـٰذَا ( هود:62،أي
قد كنا نرجو أن يكون عقلك كاملاً قبل هذه المقالة، وهي دعاؤك إيانا إلى إفراد العبادة، وترك ما كنا نعبده
من الأنداد، والعدول عن دين الآباء والأجداد ولهذا قالوا: ) أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا
تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ ( هود:62.) قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ
إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ(هود:63.وهذا تلطف منه لهم في العبارة ولين الجانب وحسن تأت في الدعوة
لهم إلى الخير. أي:فما ظنكم إن كان الأمر كما أقول لكم وأدعوكم إليه؟ ما عذركم عند الله؟ وماذا
يخلصكم بين يديه وأنتم تطلبون مني أن أترك دعاءكم إلى طاعته؟ وأنا لا يمكنني هذا لأنه واجب علي، ولو
تركته لما قدر أحد منكم ولا من غيركم أن يجيرني منه ولا ينصرني. فأنا لا أزال أدعوكم إلى الله وحده لا شريك
له، حتى يحكم الله بيني وبينكم.وقالوا له أيضاً: ) إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ( الشعراء:153،أي من المسحورين،
يعنون مسحوراً لا تدري ما تقول في دعائك إيانا إلى إفراد العبادة لله وحده، وخلع ما سواه من الأنداد. وهذا
القول عليه الجمهور، وهو أن المراد بالمسحَّرِين : المسحورين. وقيل من المسحرين: أي ممن له سحر - وهو
الرئي - كأنهم يقولون إنما أنت بشر له سحر. والأول أظهر لقولهم بعد هذا: ) مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا
(الشعراء:154، وقولهم )فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ ( الشعراء:154،سألوا منه أن يأتيهم بخارق يدل على صدق
ما جاءهم به.
إرسال تعليق