صحابي جليل، ومن السابقين إلى الإسلام، أسلم قبل دخول النبي
(عليه الصلاة والسلام) دار الأرقم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة،
وأحد الستة الذين اختارهم الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)
ليخلفوه في إمارة المؤمنين، وكان أغنى أغنياء الصحابة..
ولد بعد عام الفيل بعشر سنين، وهاجر الهجرتين، وآخى النبي الكريم
بينه وبين سعد بن الربيع الخزرجي.
بعثه النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى دومة الجندل، ليعلّم أهلها الإسلام،
وأذن له أن ينكح ابنة ملكهم، تماضر بنت الأصبغ الكلبي.
كان (رضي الله عنه) فارساً شجاعاً، ومجاهداً قويّاً، شهد بدراً وأُحداً
والغزوات كلها مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان تاجراً ناجحاً،
كثير المال، عُرف بكثرة إنفاقه في سبيل الله، وقد أعتق في يوم
واحد ثلاثين عبداً، وتصدّق بنصف ماله في عهد رسول الله.
وقد دعا له رسول الله فقال:
"اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة" [رواه أحمد].
من مناقبه أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بالجنة، وأنه من أهل بدر،
ومن أهل هذه الآية:
{لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم
ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً} سورة الفتح:18.
وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وراءه .
كان الخليفة عمر (رضي الله عنه) يرجع إليه في أمور كثيرة،
لأنه كان ذا رأي صائب، ومشورة عاقلة راشدة، وكان يقول عنه:
(عبد الرحمن سيد من سادات المسلمين).
وفاته
توفي (رضي الله عنه) سنة ثلاث وثلاثين للهجرة في بلاد الشام،
وصلى عليه أمير المؤمنين عثمان بن عفان (رضي الله عنه)
ودفن بالبقيع بجوار عثمان بن مظعون – فقد تعاهدا يوماً أيهما
مات بعد الآخر يُدفن إلى جوار صاحبه- وأوصى بعد مماته
بخمسين ألف دينار في سبيل الله، ولمن بقي من أهل بد
ر لكل رجل منهم أربع مئة دينار، وألف فرس في سبيل الله ...
رضي الله عنه وأرضاه.. وجمعنا الله به في الفردوس الأعلى بإذنه تعالى.

إرسال تعليق