صحابية جليلة وشاعرة متميزة، من ربات الشجاعة والفروسية،
وأشجع نساء عصرها في حمل الرماح ورمي السهام وضرب الحسام،
وهي أخت الصحابي الجليل ضرار بن الأزور.
تربت في البادية العربية مع أبناء قبيلتها بني أسد،
ولازمت أخاها ضراراً وكانت تحبه حباً عظيماً،
ودخلت الإسلام معه، وكانوا مع الكتائب المتقدمة
للجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمتي الحق والدين…
شاركت خولة في معركة أنطاكية وكان النصر للمسلمين،
وفي فتح مصر، وفي معركة أجنادين عندما التحم المسلمون
بقيادة القائد البطل خالد بن الوليد (رضي الله عنه) وأُسر
أخوها في الحرب، فتنكّرت خولة في زي فارس، وامتطت
جوادها وسلاحها واخترقت صفوف العدو وقتلت منهم عدداً كبيراً،
وكان المسلمون ينظرون إليها بإعجاب شديد، معتقدين أنها رجل،
حتى خرجت من المعركة ورمحها يقطر دماً، فالتفوا حولها،
ولما عرفوا أنها فتاة اشتعلت حماستهم وتقدموا في شجاعة
فائقة حتى فكّوا أسر أخيها.
وشاركت (رضي الله عنها) في معركة (مرج دابق)
عندما أُسر أخوها ضرار للمرة الثانية في يد الروم،
فحزنت عليه حزناً شديداً وصممت على فك أسره،
ودارت معركة حامية الوطيس انتصر فيها المسلمون
وأطلقوا سراح الأسرى، فعاد ضرار إلى أخته بعد نصر الله ومنته.
وفي موقعة صحورا (القريبة من مدينة حمص) أُسرت
خولة مع مجموعة من النساء، فأخذت تثير نخوتهن،
وتضرم نار الحمية في قلوبهن، فأخذن أعمدة الخيام،
وصحن صيحة واحدة، وهجمت خولة وهجمت النساء
من ورائها، وقاتلن قتال المستيئس المستميت،
حتى حُررن من أيدي الروم.
ظلتْ (رضي الله عنها) على إيمانها وحبها للفداء
والتضحية والدفاع عن دين الله تعالى، ورفع لواء
الإسلام حتى تُوفيت أواخر خلافة عثمان بن عفان (رضي الله عنه)
سنة 35هـ، بعد أن شهدت الكثير من
المشاهد والأحداث، وأبلت بلاءً حسناً.

إرسال تعليق